: أنقل لكم على ذمته، لا على ذمتي، ما أفادني به راو غزّيّ حول الأوضاع في غزة، وحول تناقضات حركة 'حماس'.
الراوي ليس متعاطفا مع حركة 'حماس' مطلقا. بذا يحق لمن يقرأ أن يقول هذا معقول، وهذا صعب ابتلاعه.
تنقسم قوات القسام إلى لواءين. كل لواء منهما بخمسة آلاف مقاتل. يقود اللواء الأول على الجعبري، في حين يقود اللواء الثاني إبراهيم البياري. وهناك اشتباكات شبه يومية تدور بين اللواءين بسبب تناقض مواقف قيادتيهما، اللتين تملكان ولاءات مختلفا، وبسبب مصالحهما المتضاربة.
اللواء الأول على علاقة وطيدة بالقوة التنفيذية (2500 عنصر على الأقل). وهو الذي قام بما تسميه 'فتح' بـ (الانقلاب العسكري). اللواء الثاني لم يشارك في الانقلاب، وكان ضده تماما. ويدلي الراوي برأيه في سبب نجاح الانقلاب الحاسم والسريع: الانقلاب نجح لأن الرئاسة كانت تريد الخلاص من دحلان، الذي كان يهددها. لم تدفع الرئاسة القوات التي تسيطر عليها للقتال. كانت تظن أن دحلان سينتهي وتكسب هي. لكن الأمور تطورت، ودحرت 'فتح' كلها لا دحلان وحده.
ولاء اللواء الأول السياسي لمحمود الزهار وسعيد صيام. ولاء اللواء الثاني لخالد مشعل ولإسماعيل هنية. اللواء الثاني وقيادته السياسية حاول منذ البد أن يعيد الحوار الوطني، لكن ضغوط اللواء الأول تمنعه من ذلك. هذا الضغوط شديدة وتصل حد التهديد بالقتل.
الصراع بين 'حماس' والجهاد الإسلامي في رفح في الأيام الأخيرة يدور حول الأنفاق. 'حماس' تمتلك العديد من الأنفاق. للجهاد نفق أو أكثر. و'حماس' تريد السيطرة على هذا النفق أو الأنفاق.
السيطرة على الأنفاق تعني السيطرة على مدخول مالي حاسم. فليست الأنفاق لتهريب السلاح حسب ما يقول الراوي، فالسلاح متوفر جدا في غزة، بل لتهريب الأشخاص، والذهب والعملات وبعض البضائع. من بين البضائع (البانغو) أي الأفيون. السيطرة على تجارة البانغو تدر مدخولا ماليا كبيرا تمكن قادة الميليشيات المسلحة من الصرف على عناصرها.
طبعا حصل مثل هذا في أفغانستان في الماضي والحاضر. فالحركة سيطرت على زراعة الحشيش وتجارته. لكنها كانت تمنع توزيعه في أفغانستان. فهو للتصدير فقط. الأمر في غزة مختلف. فهو يوزع في غزة، ويستهلك فيها.
يقول لي الراوي أنه تم اعتقال عدد من زارعي البانغو وتجاره بعد سيطرة 'حماس'، ثم أفرج عنهم باتفاق لاقتسام المنافع. يضيف الراوي: عند دار قريبي في قرية الشوكة، في منطقة رفح، وقرب مطار غزة توجد مزرعة كبيرة للبانغو. لا يوجد سر في هذا. تجارة المخدرات في صميم بنية الميليشيات.
هذا غيض من فيض...
لكن كله على ذمة راو يعرف، لكنه يملك تحيزاته السياسية.
لذا فلكم أن تصدقوه أو ان تقولوا: مش معقول.
وأنا بريء الذمة من مضمون هذه الرواية
وناقل الكفر ليس بكافر...